الخميس، 25 فبراير 2010











الحمد الله والصلاة والسلام على خير خلق الله, أما بعد فسلام عليكم ورحمة الله وبركاته, ومرحباً بكم إلى تدوينة جديدة
نحن في هذا الشهر ربيع الأول ربما قد يعني يحتفل بعض الناس وبعض المسلمين بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم, لشرع الحكيم ولعلمائنا الأجلاء وسلف هذه الأمة ولخلفها موقف في حول الاحتفال بالمولد ما الحكم الشرعي ما التفصيل في مثل هذه القضية؟


أولاً يقول الله سبحانه وتعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} (3) سورة المائدة, ويقول صلى الله عليه وسلم من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد, ويقول في الرواية الأخرى من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد, ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر إياكم عليكم بسنة وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي, تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور, فإن كل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار, نحن في الواقع لا يخفى أو في الواقع نسأل المجموعة الكبيرة التي يقومون الموالد هم في الواقع لهم قصد الحسن في هذا وهو في الواقع إظهار محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والاهتمام به وبرسالته, وفي الواقع لا شك أننا لا نقول بأن كل مقصد حسن بل على كل حال يكون للإنسان مقصد حسن لكن قد لا يخالفه أصلاً قد يخالفه الثواب ولا تتفق معه الحقيقة, وفي نفس الأمر نحن نقول الآن هل يعني هذه المولد رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان المولد ذكر مولد رسول الله, فكم صلى الله عليه وسلم سنة كان في الرسالة وفي الهجرة وفي النبوة 23سنة وزيادة كلها في الواقع نبي الرسول صلى الله عليه وسلم وفي نفس الأمر لم يكن منه صلى الله عليه وسلم إحياء لا لذكرى مولده ولا لذكرى هجرته ولا لأي مناسبة من المناسبات, وفي نفس الأمر كذلك لم نجد أن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء المختصين به كزوجاته وبناته وعماته والقريبين منه كأبي بكر وعثمان وعلي رضي الله عنهم, وبقية العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم من كبار وفقهاء الصحابة رضوان الله عليهم, هل كان منهم أحد يفعل ذلك, لا شك أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أكثر منا معاشر أهل القرن الرابع عشر أو الثالث عشر أو ما قبله أو ما بعده, لا شك أنهم رضوان الله عليهم أكثر منا خشية وأكثر منا تقناً وأكثر منا اتباعاً وإيثاراً وأخذ بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, فهل كان منهم عدم القيام بهذه الموارد يعتبر جفاء ويعتبر كرهاً لرسول صلى الله عليه وسلم كما يقوله مع الأسف الشديد مجموعة من أخواننا في سائر أنحاء العالم نحن في الواقع لا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا وهو حبيبنا وهو قائدنا ولا شك أن محبته يجب أن تكون وفق ما قاله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسي وماله وولده والناس أجمعين, والله أن هذا هو ما نعتقده في رسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم, فهو صلى الله عليه وسلم حبيبنا وهو صلى الله عليه وسلم قدوتنا في جميع ما يتعلق بأعمالنا الشرعية وفي جميع ما يتعلق بأخلاقه صلى الله عليه وسلم لنا فيه صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة هو صلى الله عليه وسلم أمرنا... قال الله سبحانه وتعالى {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} (31) سورة آل عمران {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (21) سورة الأحزاب, فنحن في الواقع لا شك أننا في الواقع في منتهى المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن مبحثه هو مقتضى شهادة أن محمد رسول الله ومقتضى هذه الشهادة طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر, وأن لا نعبد الله إلا بما بلغه صلى الله عليه وسلم تشريع من رب العالمين, هذه في الواقع هي المحبة, محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الاقتداء به والتمسك بسنته ونشر سنته والدعوة إليها وإحياء السنن التي أمات الصدود والغفلة والجفوة ونحو ذلك, فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها يوم القيامة, فنحن في الواقع والله ثم والله لو أننا نجد واحد من أصحاب رسول الله كان يقيم مثل هذه الموالد فلا لنا فيه أسوة حسنة, ولكن ليس هناك من لم يثبت عن أحد من أصحاب رسول الله ولا أحد من التابعين ولا التابع التابعين, الذين قال عنهم صلى الله عليه وسلم خير القرون قرني ثم الذين يرونهم, ثم لا يأتي قرن إلا وما بعده أشر منه, ونحن حينما ننظر إلى هذه الموارد وتاريخ ومبدئ تاريخ وجودها نجد أن أول من نادى بها وعمل بها وأشاع بها هم الفاطميون وهم في الواقع رافضة شيعة لا يمكن أن يكونوا محل القدوة ومحل القيادة ومحل الريادة, فهم في الواقع أبعد الناس عن شرع الله فيما يتعلق بما فهم فيه من ضلال وبناء على هذا فنحن نقول بأن هذه الموارد بدعة وكل بدعة ضلالة, نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق أخواننا لما يحبه ويرضاه, وأن يجعلنهم هادين مهتدين وأن ينظر إلى ما فيه أصل تشريع فيتبع, وإلى ما لا تشريع له ولا سند فيه فيترك تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد, حفظكم الله.



0 التعليقات:

إرسال تعليق